التحول الرقمي – الجزء الأول

كتبه أحمد طه

التاريخ: 29/01/2021

يعد مصطلح التحول الرقمي من أكثر المصطلحات التي نسمع عنها في الوقت الحاضر، ولكن ما معني هذا المصطلح وما هو الفرق بين التحول والتغيير وهل يمكن أن نقول التغيير الرقمي بدلاً من التحول الرقمي ولماذا رقمي وليس تقني؟ سوف نحاول في هذا المقال الإجابة على هذه الأسـئلة.

بداية يجب أن نفرق بين ثلاث مصلحات هامة: الأول (digitization) ويعني باللغة العربية تحويل المعلومات إلى الشكل الرقمي الذي يمكن لجهاز الحاسب الآلي التعامل معه، أي وضع المعلومات في صورة "0” و "1". مثال على ذلك استخدام جهاز الماسح الضوئي لتحويل مجموعة من المستندات الي يمكن ان يطلق عليه soft copy، المصطلح الثاني هو Digitalization وهو استخدام المعلومات والمستندات في صورتها الرقمية من أجل توفير الوقت والمجهود وأيضا سرعه تبادل المعلومات. هذا الاستخدام هو ما يمكن أن نطلق عليه عملية الأتمتة. وعليه فإن تنفيذ مجموعة من مشروعات الأتمتة مثل إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت أو استخدام برامج إدارة موارد الشركة ليس له علاقة من قريب أومن بعيد بمفهوم التحول الرقمي.

ما هو التحول الرقمي؟

السؤال إذن ما هو التحول الرقمي؟

في الحقيقة لا يوجد تعريف واحد متفق عليه لهذا المصطلح، ولكن هناك الكثير والكثير من التعريفات التي يتم استخدامها من وجهات نظر مختلفة فعلى سبيل المثال لا الحصر: التحول الرقمي هو عملية تهدف إلي تحسين الشركة من خلال إحداث تغييرات مهمة في خصائص الشركة من خلال دمج مجموعات من المعلومات والحوسبة والاتصالات وتكنولوجيا الاتصال (Vial، 2019). تعريف أخر: دمج التقنية الرقمية في الأعمال مما ينتج عنه تغيير وتحويل أسلوب عمل الشركة وكيفية تقديم القيمة للعميل (Ismail et al.، 2017). من خلال التعريفين السابقين نلاحظ أن التحول الرقمي يرتبط أساساً بحدوث تغيير جذري في طريقة عمل وأداء الشركة وبغير هذا التغيير الجذري الذي يهدف في الأساس الي تقديم قيمة للعميل لا يمكن القول إن هناك تحول رقمي. إن استخدام كلمة رقمي تشير في الأساس لاستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، تقنية سلسلة الكتل (Blockchain)، وتحليل البيانات.

الفرق بين التحول والتغيير

إن عملية التحول الرقمي لا يمكن اعتبارها تغيير عادي يحدث داخل الشركة وذلك لأن عملية التغيير تتعلق أساساً بعمل تطوير وتحسن للوضع الحالي للشركة. فعملية التغيير تنطلق أساساً من الماضي، أما عملية التحول فهي تهدف الي أيجاد وضع جديد تماماً للشركة يستند الي المستقبل وليس الماضي، وعليه فيمكن القول إن التغيير هو تحسين الماضي والتحول هو تشكيل للمستقبل.

إن عملية التحسين والتطوير بلا جدال هي شيء مهم وبل ويجب على الشركات أن تقوم بعملية التحسين والتطوير في الأداء بشكل مستمر ولكن هذا التحسين والتطوير لا يمكن ان اعتباره تحول رقمي إلا إذا تم من خلال عملية تغيير جذري لمجالات عديدة داخل الشركة.

إن عملية التحول والتغيير الجذري في الشركة تتضمن 7 مجالات:

1. نموذج العمل: كيف تجني المنظمة المال.

2. الهيكل: كيف يتم تنظيم المنظمة والعلاقة بين الأقسام المختلفة

3. الأفراد: الموظفون العاملون في المنظمة وكفاءاتهم ومهاراتهم

4. العمليات: كيف تؤدي المنظمة أنشطتها اليومية

5. العرض: كيف تقدم المنظمة منتجاتها وخدماتها للعميل

6. نموذج المشاركة: كيف تتعاون المنظمة وتعمل مع عملائها ومورديها وموزعيها

7. قدرات تكنولوجيا المعلومات: كيف تقوم المؤسسة بإنشاء المعلومات وتخزينها ومشاركتها وإدارتها واستخدام التقنيات الحديثة.

دوافع التحول الرقمي

هناك العديد من العوامل التي قد تدفع بالشركة إلى التحول الرقمي، بعض من هذه العوامل داخلية، والبعض الأخر عوامل خارجية. من العوامل الداخلية التي قد تؤدي إلى التحول الرقمي:

1. انخفاض مستوي أداء الشركة

2. رغبة الشركة في تقديم منتجات وخدمات جديدة

3. إعادة بناء الشركة داخليا

4. خلق روح جديدة بين الموظفين

من العوامل الخارجية التي قد تؤدي الي التحول الرقمي:

1. ظهور منافسون جدد

2. حدوث تغيير في بعض التشريعات والقوانين

3. ظهور واستخدام التقنيات الحديثة

4. تغيير في رغبات وتطلعات العملاء

Ismail، M.، Khater، M.، & Zaki، M. (2017). Digital Business Transformation and Strategy: What Do We Know So Far?، Cambridge Service Alliance.

Vial، G. (2019). Understanding Digital Transformation: A Review and Research Agenda. Journal of Strategic Information Systems، 28(2)، 118-144

Llewellyn، R. (2019). Transform 2: How to Shatter The illusion of Fake Transformation and Thrive in The Digital Economy. Best Seller Publishing، LLC