الفرق بين ال PMBOK و PRINCE2

كتبه أحمد طه

ان اختيار الشهاده الصحيحة و الاكثر ملائمه لطبيعه و مجال عمل مدير المشروع لهو امر غاية فى الاهمية , لهذا قد يقع البعض فى الحيرة و شئ من التردد عند اتخاذ قرار الحصول على شهادة احترافية فى مجال ادارة المشروعات و خاصه عند المقارنه بين اثنين من اشهر الشهادات الاحترافيه فى هذا المجال : شهادة محترف ادارة مشروعات PMP وشهادة PRINCE2 .

هذا المقال هو محاوله لالقاء الضوء على كل من دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات و الذى يعتبر الاساس للحصول على شهاده ال PMP وبين منهجيه ال PRINCE2 التى تعتبر الاساس للحصول على شهاده PRINCE2 المستوى الاساسى و المستوى الاحترافى.

هذا المقال لن يتعرض لتفاصيل مثل تكلفه كل شهادة او عدد الاسئله و لكن سوف يحاول ان يغوص بشكل اكثر عمقا فى فلسفه كل من الدليل المتن المعرفى لادارة المشروعات و منهجيه ال PRINCE2 .

أولا : دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات

صدر دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات باسمه الحالى لاول مرة عام 1996 و هو يعتبر المرجع الاساسى لمعهد ادارة المشروعات PMI و يعتبر الاصدار السابع الصادر عام 2021 هو احدث اصدار لهذا الكتاب .

يعتمد دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات على 12 من مبادئ ادارة المشروعات و التى من المفترض ان يتم اتباعها لاتمام ادارة المشروع بشكل صحيح , حيث يتم شرح هذه المبادئ بشئ من التفصيل داخل الكتاب . يقوم دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات ايضاً بعرض 8 من مجالات الاداء الخاصة بإدارة المشرةعات و التى تحتوى على مجموعة من الانشطة التى يجب تنفيذها حتى يتم تنفيذ المشروع بشكل صحيح .

تعتمد الفلسفه الاساسيه دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات على شرح و توضيح ما يجب ان يقوم به و يتبعه مدير المشروع , ليس معنى هذا ان الكتاب يغفل تماما كيفيه تنفذ العمليات و لكن التركيز الاكبر للكتاب على ما يجب عمله (what) و ليس كيفيه القيام بالعمل (how) .

ان دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات يقدم الاجابه على السؤال : لماذا , من خلال بعرض و شرح المبادئ الخاصة بإدارة المشروع الموجوده داخل الكتاب .

لا يقدم دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات بشكل تفصيلى اى شكل تنظيمى للمشروع , حيث لم يتعرض للتسلسل الهرمى او الادارى داخل المشروع . ان هذا القصور قد يؤدى الى ظهور كثير من الخلافات داخل المشروع .

تعتمد ادارة المشروعات فى دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات على وضوح الهدف من المشروع وان يكون موثقا فى ميثاق المشروع , حيث يعتبر الميثاق الخطوة الاولى التى يعتمد عليها مدير المشروع للبدء فى عمليه التخطيط .


ثانيا : منهجيه PRINCE2

صدرت هذه المنهجيه لاول مرة عام 1990 ثم صدرت النسخه الثانيه منها عام 1996 مع حدوث بعض التعدلات عامى 2009 و 2017. ان هذه التواريخ لها دلاله مهمه عند المقارنه بين الشهادتين : فمن ناحيه يمكن القول ان منهجيه PRINCE2 اكثر ثباتاً من الدليل المعرفى فمنذ 2009 ( حتى 2017) و هى قادرة على تلبيه احتاجات سوق العمل بكفاءة عالية , ولكن يمكن ايضا النظر الى ذلك على انه نقطه ضعف حيث انه لم يحدث اى تغيير لمواكبه التغيرات التى تحدث فى علم ادارة المشروعات . ان التغيير الذى يحدث على دليل المتن المعرفى لادارة المشروعات انما يرجع فى الاساس الى التزام معهد ادارة المشروعات بالقواعد التى وضعها المعهد الوطنى الامريكى للمعاير (ANSI) .

تنتمى هذه المنهجيه ايضا الى مدرسه العمليات فهى تقوم بشرح 7 عمليات , تحتوى كل عمليه على مجموعه من الانشطه لتحقيق هدف معين . يمكن النظر الى العمليات على انها مشابهه الى مجموعات العمليات الخمس فى الدليل المعرفى لادارة المشروعات . تتميز هذه العمليات بانها تعتمد بشكل كبير (و ليس كلى) على عنصر الزمن لذا فهى اكثر وضحا من يحث توقيت تنفيذها خلال المشروع .

ان الميزة الكبيرة فى هذه المنهجيه هى اعتمادها على 7 مبادئ اساسيه تعتبر العوامل الحاكمه التى يتم من خلالها تنفيذ كل ما يتعلق بادارة المشروع . هذ المبادئ السبعه تمثل الاجابه على السؤال (لماذا) .

تتميز هذه المنهجيه بانها قدمت إطار واضح المعالم للأدوار والمسؤوليات الخاصه بمدير المشروع و كل فرد داخل المشروع ( مثل : مدير المشروع , الراعى , الادارة العليا ) , كما انها قدمت هيكل تنظيمى كامل لفريق ادارة المشروع .

تعتبر نقطه الضعف الواضحه فى هذه المنهجيه هى اغفالها لكيفيه ادارة الموارد البشريه بشكل تفصيلى و مستقل داخل الكتاب , كما انها لم تخصص جزء مستقل عن ادارة المشتريات و العقود كما هو الحال فى الدليل المعرفى لادارة المشروعات .